اعرف عدوك

إعداد: محمد علي الحسيني

الموساد الاسرائيلي إعرفوه... احذروه

لا شك أن اسم الموساد الاسرائيلي يثير الشعور بالاشمئزاز والحقد والكراهية والغضب لدى شعوب البلدان العربية خصوصاً لبنان وسوريا ومصر والأردن لأن الصراع العربي الاسرائيلي كان في حدود هذه الدول أو بداخلها فكان صراعاً مصيريّاً وكان أهم تلك الصراعات الصراع الخفي بين أجهزة المخابرات لدى طرفي الصراع العرب والكيان الصهيوني الغاصب فلقد لعب الصراع بين أجهزة المخابرات الاسرائيلية وبخاصة (الموساد) دوراً رئيسياً في الصراع مع الدول المحيطة بالكيان الصهيوني وكان الموساد وما زال الجهاز الخطير الموكل إليه ضرب المصالح العربية الاسلامية وخصوصاً في هذه المرحلة التي يرى الموساد أن تعثر المفاوضات مع الكيان الغاصب وعدم الموافقة على أن القدس عاصمة للكيان والحث على الجهاد ضده وقيام الحركات الاسلامية وعدم السكوت عن القضية الفلسطينية والعامل على ازالة اسرائيل من الوجود هم المجاهدون وعلى رأسهم بل قادتهم والمخطط لهم علماء الدين فهم المؤثرون في كل هذا ويشكلون رأس الحربة في وجه الكيان الغاصب فأصبحوا الهدف الحقيقي الأولي للموساد فاغتالوا البعض منهم واختطفوا بعضاً آخر وحاولوا تجنيد بعض ضعفاء النفوس منهم وحاولوا الاستفادة من بعض الممارسات الخاطئة التي قام بها بعض منهم وأيضاً حاولوا اذكاء الفتنة بين بعض رموز العلماء وحاولوا اللعب على أوتار الخلافات بين بعض المراجع والعلماء فلذلك كان من الواجب علينا أن نعرف هذا العدو المتخفي فلعله يكون أقرب الناس إلينا فيجب أن نتسلح بمعرفة هذا الجهاز اليهودي الدامي لكي لا نقع في حبائله.

نبذة عن جهاز الموساد

الموساد هو منظمة المخابرات والخدمة السرية للصهاينة ويعتبر روفين شيلوح أول مدير للموساد. تأسس سنة 1951 بواسطة الهاغانا (وهي القوة التي كونتها الجالية اليهودية في فلسطين للفتك بأبرياء فلسطين وتقتيلهم وتدمير منازلهم والتجزير بهم كما حصل في مجزرة دير ياسين وكفر قاسم وبئر السبع وقانا والخيام بحيث لا تحصى وفيما بعد تحولت هذه القوة الى جيش الدفاع الاسرائيلي).

يأخذ الموساد مهمة التجسس التابعة للقسم السياسي في وزارة الخارجية كما يتولى أعمالاً خاصة منها التجسس والاغتيال والخطف والحصول على أسلحة والقيام بمكافحة التجسس في الخارج واثارة الفتن ويكفي تعريفاً أن جهاز الموساد أصبح الآن رأس الحربة بالنسبة للكيان الغاصب فبه يُهدد وبه يضرب وبه يمكر ويحصل على معلوماته.

يتمتع الموساد منذ نشأته بميزتين بارزتين:

الأولى: وجود اعداد كبيرة من السكان اليهود منتشرين في جميع البلدان مما يسهل عليه الحصول على المساعدة من دون أي كلفة أو صعوبة.

الثانية: إن الكيان الغاصب في الواقع هو في حالة حرب منذ نشأته بسبب قيام دولة غاصبة فلهذا العملاء جاهزون دائماً للقيام بأي عمل مهما كان فهم لا يترددون باستخدام أي طريقة لتحقيق الهدف كالاغتيالات والتفجير والابادة وحتى استخدام اعراضهم فإنهم يقولون الغاية تبرر الوسيلة.

وحدة جهاز الموساد وأقسامه التنظيمية:

الموساد فيه عشرة أقسام، وكل قسم من هذه الأقسام له مهمة خاصة به، ولا شك أن هذه الأقسام هي عبارة عن حلقات مفصولة عن بعضها، وسوف نشرح نبذة قصيرة عن عمل هذه الأقسام:

أقسام الموساد:

 1 القيادة العامة.

 2 جمع المعلومات والأرشيف.

 3 الدراسات والتقييم.

 4 المراقبة والتجسس.

 5 التجنيد.

 6 النفوذ.

 7 الفنيات.

 8 التدريب والتخطيط.

 9 مكافحة التجسس.

 10 العمليات.

 1 القيادة العامة: وهي عبارة عن الهيئة التي تتضمن رؤوس الأقسام ورئيس الوحدة وهي التي تأخذ القرارات وتنفّذ الاعمال الموكلة إليها من قِبَل المعنيين.

 2 جمع المعلومات والأرشيف: وهو عبارة عن القسم الذي يهتم بجمع المعلومات التي يحتاجها قسم الدراسات والتقييم والعمليات. ومن بعدها تؤرشف هذه المعلومات للحاجة، وبعض أساليب جمع المعلومات (التنصّت) ووسائل الاعلام.

 3 الدراسات والتقييم: وهي التي تأخذ المعلومات وتدرسها بحسب ظروف المهمة وتعطي تقييماً مناسباً للمهمة والأشخاص الذين يحتاجونهم في المهمة.

 4 المراقبة والتجسس: وهو عبارة عن مراقبة ومتابعة الأهداف الحالية والمستقبلية التي سوف يتم العمل عليها.

 5 التجنيد: وهو اختيار بعض الأشخاص المخدوعين أو ضعفاء النفوس أو الذين لهم مصلحة معينة للتعامل لمصلحة الموساد ومن أمثلة ذلك الترتيبات التي اتفق عليها شيمون بيريز في نهاية صيف 1976م. مع بعض المسيحيين اللبنانيين للقضاء على قوة الفدائيين الفلسطينيين في لبنان فقد قام بيريز بعدة زيارات سرية للبنان لعمل تلك الترتيبات وقد قام الموساد باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتحقيق ذلك. وتضمنت الخطط التي اتفقوا عليها تدريب القوات اللبنانية وعمل حصار بحري اسرائيلي حول الموانى‏ء التي يسيطر عليها المسلحون اليساريون، وتزويد اليمينين اللبنانيين بالأسلحة وبذل الجهود لتدريب أهل قرى الجنوب اللبناني على القتال لمواجهة احتمال عودة الفدائيين الفلسطينيين الى قواعدهم في المنطقة فاستطاع الموساد أن يجمع عدداً كبيراً من العسكريين اللبنانيين وبعضاً من المواطنين وجعلهم ميليشيا جيش لبنان الجنوبي ووضعوا سعد حدّاد ومن بعده انطوان لحد حيث ترأسا هذه الميليشا فجعلهم الموساد أكياس رمل لجنود الاحتلال وحراس حدود وبالنهاية بعد عمالة 24 سنة تخلى عنها بلحظة.

 6 النفوذ: وهو بث عناصر من نفس جهاز الموساد لاختراق العدو لتنفيذ المهمات الموكلة إليهم، ومن أبرز النفوذيين الذين اخترقوا البلاد العربية هو (ايلي كوهين) المولود في مصر حيث أرسله الموساد الى سوريا باسم كامل أمين ثابت سنة 1962م من أجل عقد صداقات مع ذوي النفوذ في المجتمع السوري من أجل أخذ المعلومات الكافية حول القوات السورية والمواقع الحدودية والتسليح الجديد، وبعض المهامّ الأخرى، فعقد كوهين صداقات وثيقة مع سالم سيف مذيع الراديو واللواء أمين الحافظ وعدد كبير في هيئة أركان الجيش السوري فتمكن من الحصول على الخطط السورية والمصرية وحصل على معلومات حول شراء أسلحة من الروس ومعلومات تفصيلية عن المواقع السورية وأرسلها الى تل أبيب.

انكشف كوهين، وأعدم شنقاً في دمشق سنة 1965م.

 7 الفنيّات: وهو يتضمن التزوير والتصوير والشيفرا وأجهزة الاتصالات.

 8 التدريب والتخطيط: مهمته إعطاء الدروس النظرية والعملية ورفع مستوى العاملين في هذا الجهاز الذين سوف ينفّذون مهمات معيّنة.

 9 مكافحة التجسّس: مهمته كشف النفوذيين الذين يحاولون اختراق العدو مثلما حصل للنفوذي المصري رأفت الهجّان، حيث دخل على الكيان الصهيوني على انه يهودي باسم (ديفد شارسمحون) واستطاع أن يعمل نفس العمل الذي فعله ايلي كوهين بالسوريين فكانت واحدة بواحدة.

 10 العمليات: وهي التي أوكل إليها المهمّات الخطرة والحساسة والتي يترتّب عليها آثار كبيرة، وهي رأس الحربة للكيان الصهيوني. كمثل بعض الأعمال التي تنفّذها من خطفٍ وقتل وتفجير وشراء أسلحة.

 أكبر عمليات الموساد:

أكبر العمليات الارهابية الصهيونية هي استعادة الطائرة المختطفة سنة 1976م. من أوغندة.

وقام الفدائيون الفلسطينيون باختطاف هذه الطائرة الى أوغندة وكان رئيسها ذلك الوقت عيدي أمين. هبط المظليون الصهاينة في المطار في هدأة الليل واختطفوا هذه الطائرة في وقت كان المطار مثقل بالحراسة.

فشل الموساد:

أكبر فشل لاقته الموساد هو عجزها عن توقع الهجوم المصري والسوري في سنة 1973م. والذي سمي حرب يوم الغفران. ويبدو أن الموساد كانت مستغرفة في حربها ضد الفدائيين الفلسطينيين. واهملوا ملاحظة البنية العسكرية للجيش المصري والسوري على الحدود. وكان ذلك نصراً مؤزراً للعرب وخطأً فاحشاً من الموساد.

الأهداف التي يسعى الموساد لتنفيذها ضد العلماء والحركات الجهادية الاسلامية هي أربعة:

 1 إبعاد المؤمنين عن المساجد والحسينيات.

 2 اسقاط احترام العلماء ومكانتهم في أعين الناس وبث الاشاعات الكاذبة حولهم لابعاد الناس عنهم.

 3 اثارة الفتن واشغال المؤمنين عن القضايا الاسلامية. والأساسية.

 4 ضرب فكرة ولاية الفقيه وتفكيكها وهو هدف مستجد مع قيام الثورة الاسلامية.

فلا بد من العمل على احباط هذه المؤامرات وتحصين هذه العناوين بأساليب قوية، حيث سنشرح أساليب عمل العدو وأساليب ابطال هذا العمل.

كيفية عمل العدو وأسلوب ابطاله:

أولاً: العدو يسعى لاسقاط الثقة بالعلماء من أعين الناس، فإذا سقطت الثقة بالعلماء فسوف لا يعتقدون بعدالتهم وهذا يعني التفرقة وافراغ المساجد من الروح الجماعية، والطريقة الأخرى لاسقاط العلماء هي دفعُ الأموال الكثيرة والمشبوهة وارسال النساء المشبوهات لتوريطهم، مثلما حصل (للعالم الخطيب) في ايران حيث أرسلوا إمرأة لتقيم معه علاقة شرعية وتمّ تصويره بهذه الحالة لكي يستخدموه وسيلة لتحقيق أهدافهم.

(المطلوب) من العلماء والناس احباطُ الاشاعات وأن يحملوا بعضهم البعض على محمل حسن ولا يصدقوا حتى يروا فبين الحق والباطل أربعة أصابع، فإن الحق أن تقول رأيت، وأيضاً يطلب الحذر والانتباه عند نبأ يصلنا. بحيث لا تحدث منا ردات فعل غير مدروسة أو في غير محلها.

والمطلوب من العلماء أن يصلوا خلف بعضهم فهذا يعطي الثقة الكاملة ويدفع الناس الى الصلاة في المسجد أكثر.

 2 بالنسبة للتفرقة فإن العدو يلجأ الى توجيه آراء مواقف العلماء في الاتجاه الذي يخدم أغراضه بأن يكون خروجاً على اجماع الساحة أو يكون مخالفاً لآراء مواقف القائد، وأن يدس (الموساد) النافذين في حواشي بعض العلماء.

(المطلوب): اختيار الأشخاص الاتقياء الورعين والواعين بعد التمحيص والتجربة وأن يظلوا تحت المراقبة وأن لا يقتصر العالم على مصدر واحد في معلوماته وأن يتأنّى في إصدار الأحكام وأن يحذر من استهدافات العدو لأنه لن يتوانى عن استغلال أيّ فرصة متاحة له، كما حصل للشيخ منتظري في إيران حيث استغل العدو عاملين فيه:

أولاً: ثقته العمياء بالأشخاص المقربين منه.

ثانياً: التسرّع في اتخاذ المواقف وإطلاق الأحكام. مما أدّى الى وصول العدو الى أخطر شخص في الجمهورية الاسلامية، ولولا يقظة الامام الخميني وحكمته وحزمه لكانت الدولة الاسلامية في خبر كان.

 3 أما محاولة ضرب فكرة ولاية الفقيه عبر أساليب متعدّدة.

منها: أن للعرب ولياً وللعجم ولياً، وإن حكم ولاية الفقيه هو نظام استبدادي دكتاتوري يقوم على حكم الفرد وأنه متنافٍ مع الديمقراطية وأن هذه الفكرة فكرة جديدة اخترعها الامام الخميني (قدس سره).

والرد عليهم باختصار:

ان الاسلام بعث ليزيل الفوارق العرقية واللغوية والجغرافية، وجعل المقياس المائز بين الناس هو التقوى وخدمة الناس، فإن أكرمكم عند الله اتقاكم، وإن أحبّ الخلق الى الله أنفعهم لعياله. ونحنُ نعلم بأن هناك مجلس خبراء ينتخب ويراقب عمل الولي الفقيه بحيث إذا صدر منه أي موقف أو تصرف يثبت فقدانه أهلية القيادة يعزله.

أما فكرة ولاية الفقيه لا داعي لشرحها فليس هنا محل ذلك.

عمليات الموساد التي نفّذت ضد العلماء في لبنان.

 1 الشيخ راغب حرب شيخ شهداء المقاومة الاسلامية اغتيل من قبل الموساد في 16 شباط سنة 1984م.

 2 السيد عبد اللطيف الأمين: اغتيل في 16 تشرين الثاني سنة 1985م.

 3 الشيخ عبد الكريم عبيد: اختطف في 29 تموز سنة 1989م.

 4 أمين عام حزب الله السيد عباس الموسوي: اغتيل في 16 شباط 1992م. 

وهذا كله بتخطيط وتنفيذ الموساد الاسرائيلي الدموي.

الصفحة الرئيسية

صفحة الانتصار

admin@albehari.net