راية حزب الله وتحرير القدس‏

بقلم: الشيخ محمد خاتون‏
 

لقد مرت القدس طوال التاريخ بمجموعة من الأدوار المهمة والتي كانت فيها عل مدى هذه الأدوار بمثابة ركن للقداسة الدينية - ولعل هذا مما لم تكن تخلو منه مرحلة من مراحل التاريخ الذي أحاط بها -
الى أن دخلت القدس في أدق المراحل وأشدها خطورة من خلال استيلاء اليهود عليها والعمل المتواصل لتغيير هويتها مستفيدين من مجموعة كبيرة من العوامل التي لسنا بصدد الحديث عنها وعن تعدادها.
على أن الأمر المقابل الذي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار أن الشرفاء من أبناء الأمة لم يضيعوا هذه الهوية بل بقيت نصب أعينهم لأنها هي التي تعطي الصفة الدينية للقضية وبالتالي الروحة الجهادي للمقاتلين.
لقد بدأت المرحلة الراهنة للقدس من خلال كلمات للإمام الخميني المقدس... والتي استطاعت أن تشق طريقها في ضمائر المجاهدين وتأخذ موقعها العلمي... ولكن لأن القضايا العملية في كثير الحالات قد تضيع طريقها نتيجة عدم وضوح الخطوط النظرية ولو العريضة، سعى الإمام المقدس ومنذ البداية الى جعل القدس معلماً إنسانياً تمثل أساساً لمظلومية المسلمين أمام أعدائهم... فهو حدد قداسة الأرض من خلال اختيار الرمز الأقدس وحدد قداسة الطريق من خلال القداسة التي تحملها الفتوى الشرعية والحكم الشرعي الذي كان الأساس لانطلاق العمل الجهادي لتحرير الأرض والتي أخذت القدس فيها هدفاً أساسياً نستطيع أن نتلمسه في كل مفردات الأمة.. سواء في الحديث السياسي أو في الشعارات التي ترفع.. أو في يوم القدس كتعبير غير مسبوق عن صيرورة القدس في ضمير الأمة الى غير ذلك من المفردات.
وباستطاعتنا ونحن على بعد مسافة طويلة الى الوراء من العمل الجهادي أن نتذكر ما للقدس من حضور فاعل على مستوى الضمائر الحية والأرواح الخيرة في سبيل اللّه.
ونستذكر أن ذلك الحرم الذي أُريدَ نسيانه لتحل مكانه مفردات أخرى كثير.. والذي أريد للمعركة من أجله أن تستبدل بمهمات أخرى لا علاقة لها بالقضية أصلاً بل تشكل انحرافاً كبيراً عنها.. نستذكر أن ذلك الرمز.. من خلال جهود المجاهدين تحت راية حزب اللّه عاد يتصدر الواجهة من جديد.. ولأنه عاد كذلك.. نرى ردة الفعل الاستكبارية غير عادية فهي التي توزع الألقاب الحسنة والقبيحة من خلال مقاييسها... ولقد قال لنا الإمام الخميني قدس سره أن أمريكا إذا مدحتنا فجيب أن نشك في أنفسنا وفي طريقنا وهدفنا..
ولأننا الى الان لم نصل الى موقع الرضا في عين الاستكبار العالمي فهذا يعني أن الأمور تجري بمشيئة اللّه تعالى كما رسمت لها القيادة الحكيمة لذلك العبد الصالح ويمكن حزب اللّه من جعل القدس تتفاعل مع أي مفردة جهادية تحصل ضد العدو الإسرائيلي في أي مكان من الأمكنة.
وأصبحت راية حزب اللّ التي انتصرت في مجموعة من المراحل الجهادية التي خاضتها والتي توجتها بالانتصار الكبير الذي تمثل في تحرير الأراضي اللبنانية من رجس الاحتلال الإسرائيلي العالمي لم يرتعد خوفا وهو يرى فرار الجيش »الذي لا يقهر« من لبنان لمجرد أن ذلك الجيش ترك لبنان، فهذا الجيش كان خارج لبنان من قبل... وإنما ارتعد خوفاً لأنه يعلم أن هذا الانسحاب هو مقدمة لتزرع راية الحق التي يحملها حزب اللّه في القدس الشريف... أصبحت هذا الراية تمثل رمزاً لتحرير القدس وتخليصها من عذابها وإعادتها الى موقعها الأساس الذي أراده اللّه تعالى لها من خلال ربطها بمسيرة النبي الأعظم‏صلى الله عليه وآله وهذا ما يضعنا أمام حقيقة وليس ادعاء أمام تطبيق لبعض الروايات التي تتحدث عن هذه المرحلة - مرحلة تحرير القدس - وهي تأخذ بعين الاعتبار هوية المجاهدين الشرفاء من المؤمنين الذين كانت لهم اهتماماتهم المتميزة على مستوى التعامل مع هذا الرمز الإسلامي الكبير مع أنه كان باستطاعتهم أن يعيشوا كما عاش البقية من أبناء الأمة الذين تحت شعر الأمر الواقع تخلو عن مواقع الصمود والقوة في المجتمع ليدخلوا في دوامة ثم يخرجوا منها وهم يرون أنفسهم على مشارف مستقبل ينذر بعدم وجود وطن لم لا يكون له وطن فقير يقاتل من أجله.. إما للحفاط وإما لتحريره من الأسر.

الصفحة الرئيسية

صفحة الانتصار

admin@albehari.net