القدس والإمام والحلم المحاصر

 

منذ أن ودعها الخليفة العثماني معزوماً باكياً حيث كان اغتصابها الأول (1917م)، ومنذ اغتصابها الثاني (1948م) واغتصابها الثالث (1967م ) وإلى الآن لم تشتق المدينة المقدسة الأسيرة والمحاصرة لرجل أو زعيم أو قائد كما اشتاقت إلى الإمام.

واهتزت شوارعها القديمة لمسمع صوته وصرخاته، ودوت في جنبات الأقصى ، منابره ومصاطبه : بوركت يا إمامنا الخميني .. بوركت يا إمام ، ارتفعت صورة وأعلامه ، دارت حلقات الأقصى التي كانت تتعدد وتتعدد ،  خاصة في شهر رمضان المبارك، وكنت بأي حلقة تمر تسمع صوت أنصاره ومريديه ، في زنازين الوطن المحتل كنت تجد مكتوباً بالدم أو محفوراً بالأظافر «أية الله الخميني» مصحوباً بلا إله إلا الله المرسومة في وسط علم الجمهورية الإسلامية ، في سجون الاحتلال كان الإسلاميون يعلقون صورته ورسمه في كل غرفة من غرفهم  أو عنابرهم.

في أكناف بيت المقدس .. في أم الفحم والطيبة وكل قرى الجليل.. في يافا والرملة وبئر السبع .. في الناصرة التي تمنى يوماً أن يتسلم مفاتيحها.. في كل الأراضي التي احتلها العدو الصهيوني منذ العام 1948 كانت ثورة الإمام تحدث زلزالا يصدق ، فهؤلاء الذين عاشوا تحت الاحتلال لعشرات الاعوام وظنوا ألا نجاة من الطغيان اليهودي في ظل الانهيارات العربية وفي ظل النظام العربي الخانع ـ التابع ـ الهزيل ، وهؤلاء كانوا الأكثر استجابة لنداءات الإمام لأنهم كانوا الأكثر استجابة لنداءات الإمام لأنهم كانوا الأكثر عذاباً ويأساً وإحباطاً على امتداد الوطن الإسلامي وهم يعانون القهر والطغيان والعلو والإفساد اليهودي الشامل ، لم يروا حتى في أحلامهم أن الإسلام سوف يحطم أكبر العروش في المنطقة وأن العالم سيصحو على طبول ورايات الإسلام تخفق باتجاه بيت المقدس:

«اليوم طهران وغدا القدس»

« إسرائيل يجب أن تفنى من الوجود»

«على كل مسلم أن يعد نفسه لقتال إسرائيل»

في يوم القدس الذي اطلقه الإمام : «يوم إنقاذ كل المستضعفين من مخالب المستكبرين» ، «يوم الولادة الجديدة للامة» .. ، «يوم الفصل بين المنافقين والملتزمين» ، «يوم الفصل بين الحق والباطل» في يوم القدس (1410هـ /1990م) يغيب الإمام ويرحل عن دنيانا فيما بيت المقدس تدنسه أقدام الغازي الصهيوني ونظام التجزئة الذي صنعته اتفاقات سايكس ـ بيكو لا يزال قائماً حارساً لإسرائيل ،ولمصالح الغرب ، فيما الحلم محاصر و بيت المقدس في القيد.

لقد حاصروا الإمام لأكثر من عشرة أعوام من قيامه ونهضته وانتصاره وحتى ارتحاله لأنهم أرادوا أن يحاصروا الحلم وأن يحاصروا بيت المقدس ، حلم المستضعفين أن يهبوا في وجوه المستكبرين وحلم المستضعفين من الأمة أن يدخلوا بيت المقدس ظافرين منتصرين.

ولكن في يوم القدس (1410 هـ /1990م) الانتفاضة مستمرة لعامها الثالث والجهاد مستمر ولاهدف واضح ومحدد: «إن تفنى إسرائيل من الوجود».

المصدر:المجاهد العدد الرابع  والثلاثون الاربعاء 23 رمضان 1410 هـ – 18 نيسان 1990م.

الصفحة الرئيسية

صفحة الانتصار

admin@albehari.net