لقد شقق
الإمام الصادق (عليه السلام) العلوم بفكره الثاقب وبصره
الدقيق، حتَّى ملأ الدنيا بعلومه، وهو القائل: «سلوني قبل أن
تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي»[1].
ولم يقل أحد هذه الكلمة سوى جده الإمام أمير المؤمنين(عليه
السلام).
وأدلى
(عليه السلام) بحديث أعرب فيه عن سعة علومه فقال: «والله إني
لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي، فيه خبر السماء
وخبر الأرض، وخبر ما كان، وخبر ما هو كائن، قال الله عزَّ
وجلَّ: (فيه تبيان كل شيء)[2].
وقد كان
من مظاهر سعة علمه أنه قد ارتوى من بحر علومه أربعة آلاف طالب
وقد أشاعوا العلم والثقافة في جميع الحواضر الإسلامية ونشروا
معالم الدين وأحكام الشريعة[3].
لقد كان الإمام
الصادق (عليه السلام) الجود، من أندى الناس كفاً، وكان يجود
بما عنده لإنعاش الفقراء والمحرومين، وقد نقل الرواة بوادر
كثيرة من كرمه، كان من بينها ما يلي:
1 ـ دخل عليه
أشجع السلمي فوجده عليلا، وبادر أشجع فسأل عن سبب علته، فقال
(عليه السلام): تعدّ عن العلة، واذكر ما جئت له فقال:
يخرج من جسمك
السقام***كما أخرج ذل السؤال من عنقك
وعرف
الإمام حاجته فقال لغلامه: أي شيء معك؟ فقال: أربعمائة. فأمره
بإعطائها له[4].
2 ـ ودخل
عليه المفضل بن رمانة وكان من ثقاة أصحابه ورواته فشكا إليه
ضعف حاله، وسأله الدعاء، فقال (عليه السلام) لجاريته: هاتِ
الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر، فجاءته به، فقال له: هذا كيس
فيه أربعمائة دينار فاستعن به، فقال المفضل: لا والله جُعلت
فداك ما أردت هذا، ولكن أردت الدعاء، فقال(عليه السلام): لا
أدع الدعاء لك[5].
3 ـ سأله
فقير فأعطاه أربعمائة درهم، فأخذها الفقير، وذهب شاكراً، فقال
(عليه السلام) لخادمه: ارجعه، فقال الخادم: سئلت فأعطيت، فماذا
بعد العطاء؟ قال (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله): «خير الصدقة ما أبقت غنى»، وإنّا لم نغنه، فخذ هذا
الخاتم فاعطه فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم، فإذا احتاج فليبعه
بهذه القيمة[6].
4 ـ ومن
بوادر جوده وسخائه وحبه للبر والمعروف أنه كانت له ضيعة قرب
المدينة تسمى (رعين زياد)، فيها نخل كثير، فإذا نضج التمر أمر
الوكلاء أن يثلموا في حيطانها الثلم، ليدخل الناس ويأكلوا من
التمر[7].
وكان يأمر
لجيران الضيعة الذين لا يقدرون على المجي كالشيخ والعجوز
والمريض لكل واحد منهم بمدّ من التمر، وما بقي منهم يأمر بحمله
إلى المدينة فيفرّق أكثره على الضعفاء والمستحقين، وكانت قيمة
التمر الذي تنتجه الضيعة أربعة آلاف دينار، فكان ينفق ثلاثة
آلاف منها، ويبقى له ألف[8].
5 ـ ومن
بوادر كرمه أنه كان يطعم ويكسو حتَّى لم يبق لعياله شيء من
كسوة أو طعام[9].
ومن كرمه
أنه مرّ به رجل، وكان (عليه السلام) يتغدّى، فلم يسلّم الرجل
فدعاه الإمام إلى تناول الطعام، فأنكر عليه بعض الحاضرين، وقال
له: السنة أن يسلم ثم يُدعى، وقد ترك السلام على عمد ...
فقابله الإمام (عليه السلام) ببسمات مليئة بالبشر وقال له: هذا
فقه عراقي، فيه بخل...[10].
أما
الصدقات في السر فإنها من أفضل الأعمال وأحبها لله لأنها من
الأعمال الخالصة التي لا يشوبها أي غرض من أغراض الدنيا، وقد
ندب إليها أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، كما أنها كانت
منهجاً لهم، فكل واحد منهم كان يعول جماعة من الفقراء وهم لا
يعرفونه. وكان الإمام الصادق يقوم في غلس الليل البهيم فيأخذ
جراباً فيه الخبز واللحم والدراهم فيحمله على عاتقه ويذهب به
إلى أهل الحاجة من فقراء المدينة فيقسمه فيهم، وهم لا يعرفونه،
وما عرفوه حتَّى مضى إلى الله تعالى فافتقدوا تلك الصلات
فعلموا أنها منه
[11].
ومن صلاته
السرية ما رواه إسماعيل بن جابر قائلاً: أعطاني أبو عبد
الله(عليه السلام) خمسين ديناراً في صرة، وقال لي: ادفعها إلى
شخص من بني هاشم، ولا تعلمه أني أعطيتك شيئاً، فأتيته ودفعتها
إليه فقال لي: من أين هذه؟ فأخبرته أنها من شخص لا يقبل أن
تعرفه، فقال العلوي: ما يزال هذا الرجل كل حين يبعث بمثل هذا
المال، فنعيش بها إلى قابل، ولكن لا يصلني جعفر بدرهم مع كثرة
ماله[12].
ومن بوادر كرمه
وسخائه حبه للضيوف وتكريمه لهم، وقد كان يشرف على خدمة ضيوفه
بنفسه، كما كان يأتيهم بأشهى الطعام وألذّه، وأوفره، ويكرر
عليهم القول وقت الأكل: «أشدكم حبّاً لنا أكثركم أكلا
عندنا...».
وكان يأمر
في كل يوم بوضع عشر ثبنات من الطعام يتغدى على كل ثبنة عشرة[13].
ومن مظاهر
شخصيته العظيمة نكرانه للذات وحبه للتواضع وهو سيد المسلمين،
وإمام الملايين، وكان من تواضعه أنه كان يجلس على الحصير[14]،
ويرفض الجلوس على الفرش الفاخرة، وكان ينكر ويشجب المتكبرين
وحتّى قال ذات مرة لرجل من إحدى القبائل: «من سيد هذه القبيلة؟
فبادر الرجل قائلا: أنا، فأنكر الإمام (عليه السلام) ذلك، وقال
له: لو كنت سيدهم ما قلت: أنا..»[15].
ومن مصاديق
تواضعه ونكراته للذات: أن رجلا من السواد كان يلازمه، فافتقده
فسأل عنه، فبادر رجل فقال مستهيناً بمن سأل عنه: إنه نبطي...
فردّ عليه الإمام قائلا: أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، وكرمه
تقواه، والناس في آدم مستوون...
فاستحيى
الرجل[16].
كان الإمام
الصادق (عليه السلام) على جانب كبير من سمو الأخلاق، فقد ملك
القلوب، وجذب العواطف بهذه الظاهرة الكريمة التي كانت امتداداً
لأخلاق جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي سما على
سائر النبيين بمعالي أخلاقه.
وكان من مكارم
أخلاق الإمام وسمو ذاته أنه كان يحسن إلى كل من أساء إليه، وقد
روي أن رجلا من الحجاج توهم أن هميانه قد ضاع منه، فخرج يفتش
عنه فرأى الإمام الصادق (عليه السلام) يصلي في الجامع النبوي
فتعلق به، ولم يعرفه، وقال له: أنت أخذت همياني..؟.
فقال له الإمام
بعطف ورفق: ما كان فيه؟..
قال: ألف
دينار ، فأعطاه الإمام ألف دينار، ومضى الرجل إلى مكانه فوجد
هميانه فعاد إلى الإمام معتذراً منه، ومعه المال فأبى الإمام
قبوله وقال له: شيء خرج من يدي فلا يعود، إلي، فبهر الرجل وسأل
عنه، فقيل له: هذا جعفر الصادق، وراح الرجل يقول بإعجاب: لا
جرم هذا فعال أمثاله[17].
إن شرف الإمام
(عليه السلام) الذي لا حدود له هو الذي دفعه إلى تصديق الرجل
ودفع المال له.
وقال
(عليه السلام): إنا أهل بيت مروءتنا العفو عمن ظلمنا[18].
وكان يفيض
بأخلاقه الندية على حضار مجلسه حتَّى قال رجل من العامة: والله
ما رأيت مجلساً أنبل من مجالسته[19].
ومن
الصفات البارزة في الإمام (عليه السلام) الصبر وعدم الجزع على
ما كان يلاقيه من عظيم المحن والخطوب، ومن مظاهر صبره أنه لما
توفي ولده إسماعيل الذي كان ملأ العين في أدبه وعلمه وفضلهـ
دعا (عليه السلام) جمعاً من أصحابه فقدّم لهم مائدة جعل فيها
أفخر الأطعمة وأطيب الألوان، ولما فرغوا من تناول الطعام سأله
بعض أصحابه، فقال له: يا سيدي لا أرى عليك أثراً من آثار الحزن
على ولدك؟ فأجابه (عليه السلام): «وما لي لا أكون كما ترون،
وقد جاء في خبر أصدق الصادقين ـيعني جده رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) ـ إلى أصحابه إني ميت وإياكم»[20].
أما الإقبال على
عبادة الله تعالى وطاعته فإنه من أبرز صفات الإمام، فقد كان من
أعبد الناس لله في عصره، وقد أخلص في طاعته لله كأعظم ما يكون
الإخلاص، وإليك صورة موجزة عن عباداته:
أ ـ صلاته : ان
الصلاة من أفضل العبادات وأهمها في الإسلام، وقد أشاد بها
الإمام الصادق (عليه السلام) في كثير من أحاديثه:
قائلاً
(عليه السلام): «ما تقرب العبد إلى الله بعد المعرفة أفضل من
الصلاة»[21].
وقال
(عليه السلام): «إن أفضل الأعمال عند الله يوم القيامة الصلاة،
وما أحسن من عبد توضأ فأحسن الوضوء»[22].
وقال
(عليه السلام): «الصلاة قربان كل تقي»[23].
وقال
(عليه السلام): «أحب الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ الصلاة، وهي
آخر وصايا الأنبياء، فما أحسن الرجل يغتسل أو يتوضأ فيسبغ
الوضوء ثم يتنحى حيث لا يراه أنيس فيشرف الله عليه وهو راكع أو
ساجد إن العبد إذا سجد فأطال السجود نادى إبليس: يا ويله
أطاعوا وعصيت، وسجدوا وأبيت»[24].
وقال أبو
بصير: دخلت على اُم حميدة ـ زوجة الإمام الصادق(عليه السلام) ـ
اُعزّيها بأبي عبد الله (عليه السلام) فبكت وبكيت لبكائها، ثم
قالت: يا أبا محمّد لو رأيت أبا عبد الله عند الموت لرأيت
عجباً فتح عينيه ثم قال: اجمعوا كل من بيني وبينه قرابة. قالت
فما تركنا أحداً إلاَّ جمعناه، فنظر إليهم ثمَّ قال: «إن
شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة»[25].
ومن الجدير
بالذكر أن الإمام (عليه السلام) لم يدع نافلة من نوافل الصلاة
إلاّ أتى بها بخشوع وإقبال نحو الله.
وكان
(عليه السلام) إذا أراد التوجه إلى الصلاة اصْفَرَّ لونه،
وارتعدت فرائصه خوفاً من الله تعالى ورهبة وخشية منه. وقد أثرت
عنه مجموعة من الأدعية في حال وضوئه، وتوجهه إلى الصلاة وفي
قنوته، وبعد الفراغ من صلاته[26].
ب ـ صومه
: انّ الصوم من العبادات المهمة في الإسلام، وذلك لما يترتب
عليه من الفوائد الاجتماعية والصحية والأخلاقية، «وهو جُنّة من
النار» ـ كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) ـ[27].
وقد حث
الإمام الصادق (عليه السلام) الصائم على التحلي بالأخلاق
والآداب التالية، قال (عليه السلام): «وإذا صمت فليصم سمعك،
وبصرك، ولسانك من القبيح والحرام، ودع المراء، وأذى الخادم،
وليكن عليك وقار الصيام، ولا تجعل يوم صومك مثل يوم فطرك
سواء..»[28].
وكان
(عليه السلام) صائماً في أغلب أيامه تقرباً إلى الله تعالى.
أما شهر رمضان المبارك فكان يستقبله بشوق بالغ، وقد أثرت عنه
بعض الأدعية المهمة عند رؤيته لهلاله، كما أثرت عنه بعض
الأدعية في سائر أيامه وفي ليالي القدر المباركة وفي يوم عيد
الأضحى الأغرّ [29].
ج ـ حجه : أما
الحج فهو بالإضافة إلى قدسيته فإنه من أهم المؤتمرات السياسية
التي تعقد في العالم الإسلامي، حيث تعرض فيه أهم المشاكل التي
تواجه المسلمين سواء أكانت من الناحية الاقتصادية أم
الاجتماعية أو المشاكل السياسية الداخلية والخارجية، مضافاً
إلى أنه من أهم الروابط التي يعرف بها المسلمون بعضهم بعضاً.
وقد حج الإمام
الصادق (عليه السلام) مرات متعددة والتقى بكثير من الحجاج
المسلمين، وقد كان المعلم والمرشد لهم على مسائل الحج، فقد جهد
هو وأبوه الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) على بيان أحكام
الحج بشكل تفصيلي، وعنهما أخذ الرواة والفقهاء أحكام هذه
الفريضة، ولولاهما لما عرفت مسائل الحج وأحكامه.
وكان الإمام
الصادق (عليه السلام) يؤدي بخضوع وخشوع مراسيم الحج من الطواف،
والوقوف في عرفات ومنى، وقد روى بكر بن محمد الأزدي فقال: خرجت
أطوف، وإلى جنبي الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام)
حتَّى فرغ من طوافه ثم مال فصلى ركعتين بين ركن البيت والحجر،
وسمعته يقول في أثناء سجوده: «سجد وجهي لك تعبداً ورقّـاً، لا
إله إلاّ أنت حقاً حقاً، الأول قبل كلّ شيء، والآخر بعد كلّ
شيء، وها أنا ذا بين يديك، ناصيتي بيدك فاغفر لي إنه لا يغفر
الذنب العظيم غيرك، فاغفر لي، فإني مقرٌّ بذنوبي على نفسي، ولا
يدفع الذنب العظيم غيرك»..
ثم رفع
رأسه الشريف، ووجهه كأنما غُمّس في الماء من كثرة البكاء[30].
وروى
حمّاد بن عثمان فقال: رأيت أبا عبد الله جعفر بن محمد بالموقف
رافعاً يده إلى السماء.. وكان في موقف النبيّ (صلى الله عليه
وآله وسلم) وظاهر كفّيه إلى السماء[31].
وكان
(عليه السلام) إذا خرج من الكعبة المقدسة يقول: الله أكبر،
الله أكبر، الله أكبر، اللهم لا تجهد بلاءنا، ولا تشمت بنا
أعداءنا، فإنك أنت الضار النافع[32].
وروى حفص
بن عمر ـ مؤذن علي بن يقطين ـ فقال: كنا نروي أنه يقف للناس في
الحج سنة ( 140 هـ ) خير الناس، فحججت في تلك السنة، فإذا
إسماعيل بن عبد الله بن العباس واقف فداخلنا من ذلك غم شديد،
فلم نلبث، وإذا بالإمام أبي عبد الله (عليه السلام) واقف على
بغلة له، فرجعت أبشّر أصحابي، وقلت: هذا خير الناس الذي كنا
نرويه[33].
وكان من
أعظم الخاشعين والداعين في مواقف الحج، فقد روي أنّ سفيان
الثوري قال: والله رأيت جعفر بن محمّد (عليه السلام) ولم أر
حاجّاً وقف بالمشاعر، واجتهد في التضرُّع والابتهال منه، فلمّا
وصل عرفات أخذ من الناس جانباً، واجتهد في الدعاء في الموقف[34].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]
تأريخ الإسلام للذهبي: 6/45،
تذكرة الحفاظ: 1/157، تهذيب الكمال في أسماء الرجال: 5/79.
[2]
اصول الكافي : 1 / 229 .
[3]
حياة الإمام الصادق (عليه السلام)، باقر شريف القرشي: 1/62.
[4]
مناقب آل أبي طالب: 4/345، أمالي الطوسي: 1/287.
[5]
الكشي: 121.
[6]
الإمام جعفر الصادق، أحمد مغنية: 47.
[7]
الإمام جعفر الصادق: 47.
[8]
المصدر السابق .
[9]
تأريخ الإسلام: 6/45، مرآة الزمان: 6/160، تهذيب الكمال: 5/87.
[10]
حياة الإمام الصادق (عليه السلام): 1/64 عن نثر الدرر.
[11]
الإمام جعفر الصادق: 47.
[12]
مجموعة ورام: 2/82.
[13]
الإمام جعفر الصادق: 46.
[14]
النجوم الزاهرة: 5/176.
[15]
الطبقات الكبرى: 1/32.
[16]
حياة الإمام الصادق (عليه السلام): 1/66 عن مطالب السؤول.
[17]
الإمام جعفر الصادق: 48.
[18]
الخصال: 11.
[19]
اُصول الكافي: 2/657.
[20]
الإمام جعفر الصادق: 49.
[21]
مجموعة ورام : 2 / 86 .
[22]
الغايات: 71.
[23]
جمهرة الأولياء: 2/78.
[24]
وسائل الشيعة: 3/26.
[25]
المصدر السابق : 3 / 17 .
[26]
راجع الصحيفة الصادقية. وهي مجموعة الأدعية المأثورة عن الإمام
الصادق(عليه السلام) .
[27]
وسائل الشيعة : 3 / 290.
[28]
مجموعة ورام : 2 / 85 .
[29]
راجع الصحيفة الصادقية.
[30]
قرب الإسناد: 28.
[31]
المصدر السابق : 31.
[32]
المصدر السابق : 3.
[33]
قرب الإسناد: 98.
[34]
حياة الإمام الصادق (عليه السلام): 1/71 نقلاً عن ضياء
العالمين.
|